اللغة الأوزبكية تنسب لدولة (أوزبكستان) وهي أحد اللغات التركية، وتعتبر ثالث اللغات التركية انتشاراً بعد اللغة التركية (لغة دولة تركيا) واللغة الأذربيجانية يتحدث الأوزبكية اليوم 23 مليون شخص. كما هو موضح في الشكل أدناه تتفرع اللغتين (الأويغورية) - وهي لغة الأويغور في تركستان الشرقية المحتلة - والأوزبكية من نفس الفرع. لذا تتشابهان جداً جداً، بينما تتفرع اللغة التركية والأذربيجانية والتركمانية من نفس الفرع وتتشابه جداً. في المجمل تركيب الجمل في اللغات التركية جميعها متطابقة - حسب علمي - وتتشابه في المفردات والقواعد، لذا تعلم أحدها سيسهل على الشخص تعلم أي لغة تركية أخرى.
متى؟
أول مرة تعرفت فيها على اللغة كانت من خلال حضور احتفال في السفارة التركية في الرياض في آخر مارس 2013 شاركت فيه أربع دول: كازاخستان، أوزباكستان، قيغرستان وأذربيجان، وتم تقديم بعض العروض الغنائية والمسرحية، أحببت إحدى الأغاني جداً وأمضيت شهراً كاملاً أبحث عن اسمها وأصلها، لأكتشف لاحقاً أنها باللغة الأوزبكية وتصور إحدى عاداتهم في الاحتفال بختان الأطفال.
مقطع من الأغنية:
http://youtu.be/x_rc7YTZcc8
لماذا؟
تملكني الفضول لمعرفة ثقافتهم أكثر، ونظراً لمعلوماتي البسيطة عن بخارى وسمرقند وأهميتهما التاريخية ووجود الكثير من السعوديين من أصول بخارية، جعلني نوعاً ما أشعر بالقرب من تلك الثقافة والدولة. كنت في فترة أبحث فيها عن تعلم لغة جديدة وفي نفس الوقت لغة تحمل الكثير من المفردات العربية وكانت خطتي السابقة هي البدء في تعلم اللغة الأسبانية بعد اللغة التركية، ولكن عدلت عن الفكرة وأحببت تحدي نفسي بتعلمها مع علمي بصعوبتها، وآمنت أن دراستي للغة التركية ستجعل تعلمها أسهل، فلن أضطر للبدء من الصفر. انجذابي لدول الشرق ووسط آسيا أكثر من انجذابي لدول أوروبا ولغاتهم وثقافاتهم، فيربطنا بتلك الدول الثقافة المحافظة وأحياناً تاريخ مشترك ودين وعادات والكثير من الكلمات العربية. وبالتأكيد ثقافتهم أكثر غنى وإغراء للاكتشاف.
كيف؟
وفعلاً كما توقعت، أصبحت أسقط كل كلمة وكل قاعدة تمر علي على ما تعلمته في اللغة التركية وأقارن بينهما، فالقواعد في مجملها مطابقة لما في اللغة التركية، ولكن الصعوبة كانت أن الأوزبكية لا تُكتب كما تُنطق - كاللغة التركية - فيمكن أن يكون للحرف الواحد أكثر من صوت، بالإضافة لبعض الكلمات الغريبة الطويلة. استعنت بالوسائل التالية في التعلم:
1- محادثات مع أوزبك في مواقع تعلم اللغات مثل
www.livemocha.com وسؤالهم عن كلمات وجمل وبعض القواعد.
2- سماع الأغاني، ثم البحث عن كل كلمة لا أفهمها، ثم البحث عن ترجمة كاملة للأغنية، وهذا يساعد في اكتساب مفردات جديدة دائماً.
3- مؤخراً تابعت الكثير من الحسابات الأوزبكية في تويتر، أقرأ تغريداتهم لتعتاد عيني على شكل وتركيب الجمل، واكتساب مفردات جديدة.
4- الاطلاع على بعض المواقع الخاصة بتعلم اللغة والتي تشرح قواعدها.
5- لدي ثلاث قوائم للكلمات: واحدة للكلمات الأوزبكية التي لها مماثل تركي مع اختلاف بسيط، وأخرى للكلمات الأوزبكية من أصل عربي، وأخرى لكلمات أوزبكية ومعناها بالإنجليزي,
حين أجري بعض المحادثات بالأوزبكية في تويتر، ليس بالضرورة أن أكون مدركة لمعنى كل كلمة مكتوبة، بل في غالب الأحيان استخدم قاموس لمعرفة معنى الكلمات الجديدة أو أفهم التغريدة بمعناها العام وأسأل عما لم أفهمه ولم أجده في القاموس (ونفس الطريقة أتبعها في اللغة التركية)، وهي طريقة جيدة جداً للممارسة والتعلم والانطلاق، لا تتحرج من الخطأ في ممارسة اللغة التي تتعلمها، لأنهم على علم أنك ما زلت "أتعلم" وبالعكس ستغمرهم الفرحة مع كل تقدم تحرزه.
أنا إنسانة سمعية بالدرجة الأولى لذا لدي فلسفة في تعلم اللغة عن طريق سماع الأغاني، قد ينصح البعض بسماع برامج إذاعية أو مقاطع يوتيوب لأناس يتحدثون اللغة التي تتعلمها، ولكن أجدها صعبة نوعاً ما لأن الحديث يكون سريع ومخارج الحروف يصعب التقاطها، بينما في الأغاني توزع الكلمات على نغمات موسيقية فتُنطق بالراحة دون تعجل، وتظهر مخارج الحروف بشكل أوضح. ويتمكن المتعلم من ترديد الكلمات على نفس اللحن. بالإضافة لكمية المفردات الجديدة التي ستكتسبها كما ذكرت سابقاً، حيث يسهل البحث عن كلمات الأغنية بينما يصعب إيجاد نص مكتوب للقاء برنامج إذاعي مثلاً !!
مواقع لتعليم اللغة الأوزبكية وجدتها بعد بحث مضني:
مواقع لشرح القواعد وأشياء أخرى:
مدونة (استفدت منها جداً) تحتوي على ملفات صوتية والعديد من المفردات:
قاموس أوزبكي - إنجليزي والعكس (أستخدمه يومياً):
روابط لتحميل ملفات مساعدة:
الصعوبات:
تعتبر هذه اللغة أول لغة أتعلمها (ذاتياً)، ومن الصعوبات التي واجهتني:
1-
اللغة الأوزبكية لها مجموعتي حروف أبجدية أحدها بالحروف اللاتينية والأخرى
بالإنجليزية، غالب محتوى الانترنت هو من النوع الثاني للأسف.
2- عدم شعبيتها وقلة المقبلين على تعلمها، بالتالي المصادر التعليمية من فيديوهات ومواقع قليل.
3-
لم أجدها في كل مواقع تعلم اللغات، ليس لها معلمين أو كورسات أو تطبيقات
أيفون، اضطررت في البداية لترجمة الكلمات للغة التركية ومن ثم للعربي أو الإنجليزي (كفاح).
4- ندرة وجود أشخاص حولي لممارسة اللغة معهم أو سؤالهم عن ما أشكل علي.
5- كما ذكرت سابقاً صعوبة بعض المفردات الأوزبكية الطويلة التي ليس لها لفظ شبيه في التركي أو العربي.
يوجد كتب تعليمية للمبتدئين في أمازون، أفكر في طلب أحدها من فترة، ولكن ما زلت أبحث عن الأنسب بينهم.
وبالأخير لذة التعلم والاكتساب، وجني الثمار لاحقاً تجعل كل هذه الصعوبات مجرد محفزات، لإيجاد بدائل وحلول أخرى : )
إذا كان هناك أي أسئلة، أستقبلها في منشني بكل صدر رحب : )
كل الشكر لأساتذتي، لم يبخلوا بأي مساعدة أو دعم أو شرح منذ بداية تعلمي:
1- عبدالعزيز
@bukhariyon
2- مسعود جان
@youzlar
3- محمود طاشكندي @maTashkandi