الاثنين، 10 يونيو 2013

اللغة الأوزبكية .. متى؟ لماذا؟ كيف؟


اللغة الأوزبكية تنسب لدولة (أوزبكستان) وهي أحد اللغات التركية، وتعتبر ثالث اللغات التركية انتشاراً بعد اللغة التركية (لغة دولة تركيا) واللغة الأذربيجانية يتحدث الأوزبكية اليوم 23 مليون شخص. كما هو موضح في الشكل أدناه تتفرع اللغتين (الأويغورية)  - وهي لغة الأويغور في تركستان الشرقية المحتلة - والأوزبكية من نفس الفرع. لذا تتشابهان جداً جداً، بينما تتفرع اللغة التركية والأذربيجانية والتركمانية من نفس الفرع وتتشابه جداً. في المجمل تركيب الجمل في اللغات التركية جميعها متطابقة - حسب علمي - وتتشابه في المفردات والقواعد، لذا تعلم أحدها سيسهل على الشخص تعلم أي لغة تركية أخرى.




متى؟  

أول مرة تعرفت فيها على اللغة كانت من خلال حضور احتفال في السفارة التركية في الرياض في آخر مارس 2013 شاركت فيه أربع دول: كازاخستان، أوزباكستان، قيغرستان وأذربيجان، وتم تقديم بعض العروض الغنائية والمسرحية، أحببت إحدى الأغاني جداً وأمضيت شهراً كاملاً أبحث عن اسمها وأصلها، لأكتشف لاحقاً أنها باللغة الأوزبكية وتصور إحدى عاداتهم في الاحتفال بختان الأطفال.

مقطع من الأغنية: http://youtu.be/x_rc7YTZcc8

لماذا؟

تملكني الفضول لمعرفة ثقافتهم أكثر، ونظراً لمعلوماتي البسيطة عن بخارى وسمرقند وأهميتهما التاريخية ووجود الكثير من السعوديين من أصول بخارية، جعلني نوعاً ما أشعر بالقرب من تلك الثقافة والدولة. كنت في فترة أبحث فيها عن تعلم لغة جديدة وفي نفس الوقت لغة تحمل الكثير من المفردات العربية وكانت خطتي السابقة هي البدء في تعلم اللغة الأسبانية بعد اللغة التركية، ولكن عدلت عن الفكرة وأحببت تحدي نفسي بتعلمها مع علمي بصعوبتها، وآمنت أن دراستي للغة التركية ستجعل تعلمها أسهل، فلن أضطر للبدء من الصفر. انجذابي لدول الشرق ووسط آسيا أكثر من انجذابي لدول أوروبا ولغاتهم وثقافاتهم، فيربطنا بتلك الدول الثقافة المحافظة وأحياناً تاريخ مشترك ودين وعادات والكثير من الكلمات العربية. وبالتأكيد ثقافتهم أكثر غنى وإغراء للاكتشاف.

 كيف؟

وفعلاً كما توقعت، أصبحت أسقط كل كلمة وكل قاعدة تمر علي على ما تعلمته في اللغة التركية وأقارن بينهما، فالقواعد في مجملها مطابقة لما في اللغة التركية، ولكن الصعوبة كانت أن الأوزبكية لا تُكتب كما تُنطق - كاللغة التركية - فيمكن أن يكون للحرف الواحد أكثر من صوت، بالإضافة لبعض الكلمات الغريبة الطويلة. استعنت بالوسائل التالية في التعلم:

1- محادثات مع أوزبك في مواقع تعلم اللغات مثل www.livemocha.com وسؤالهم عن كلمات وجمل وبعض القواعد.
2- سماع الأغاني، ثم البحث عن كل كلمة لا أفهمها، ثم البحث عن ترجمة كاملة للأغنية، وهذا يساعد في اكتساب مفردات جديدة دائماً.
3- مؤخراً تابعت الكثير من الحسابات الأوزبكية في تويتر، أقرأ تغريداتهم لتعتاد عيني على شكل وتركيب الجمل، واكتساب مفردات جديدة.
4- الاطلاع على بعض المواقع الخاصة بتعلم اللغة والتي تشرح قواعدها.
5- لدي ثلاث قوائم للكلمات: واحدة للكلمات الأوزبكية التي لها مماثل تركي مع اختلاف بسيط، وأخرى للكلمات الأوزبكية من أصل عربي، وأخرى لكلمات أوزبكية ومعناها بالإنجليزي,

حين أجري بعض المحادثات بالأوزبكية في تويتر، ليس بالضرورة أن أكون مدركة لمعنى كل كلمة مكتوبة، بل في غالب الأحيان استخدم قاموس لمعرفة معنى الكلمات الجديدة أو أفهم التغريدة بمعناها العام وأسأل عما لم أفهمه ولم أجده في القاموس (ونفس الطريقة أتبعها في اللغة التركية)، وهي طريقة جيدة جداً للممارسة والتعلم والانطلاق، لا تتحرج من الخطأ في ممارسة اللغة التي تتعلمها، لأنهم على علم أنك ما زلت "أتعلم" وبالعكس ستغمرهم الفرحة مع كل تقدم تحرزه.

أنا إنسانة سمعية بالدرجة الأولى لذا لدي فلسفة في تعلم اللغة عن طريق سماع الأغاني، قد ينصح البعض بسماع برامج إذاعية أو مقاطع يوتيوب لأناس يتحدثون اللغة التي تتعلمها، ولكن أجدها صعبة نوعاً ما لأن الحديث يكون سريع ومخارج الحروف يصعب التقاطها، بينما في الأغاني توزع الكلمات على نغمات موسيقية فتُنطق بالراحة دون تعجل، وتظهر مخارج الحروف بشكل أوضح. ويتمكن المتعلم من ترديد الكلمات على نفس اللحن. بالإضافة لكمية المفردات الجديدة التي ستكتسبها كما ذكرت سابقاً، حيث يسهل البحث عن كلمات الأغنية بينما يصعب إيجاد نص مكتوب للقاء برنامج إذاعي مثلاً !!

مواقع لتعليم اللغة الأوزبكية وجدتها بعد بحث مضني:

مواقع لشرح القواعد وأشياء أخرى:



مدونة (استفدت منها جداً) تحتوي على ملفات صوتية والعديد من المفردات:

قاموس أوزبكي - إنجليزي والعكس (أستخدمه يومياً):


 روابط لتحميل ملفات مساعدة:

 

الصعوبات:

تعتبر هذه اللغة أول لغة أتعلمها (ذاتياً)، ومن الصعوبات التي واجهتني:
1- اللغة الأوزبكية لها مجموعتي حروف أبجدية أحدها بالحروف اللاتينية والأخرى بالإنجليزية، غالب محتوى الانترنت هو من النوع الثاني للأسف.
2- عدم شعبيتها وقلة المقبلين على تعلمها، بالتالي المصادر التعليمية من فيديوهات ومواقع قليل.
3- لم أجدها في كل مواقع تعلم اللغات، ليس لها معلمين أو كورسات أو تطبيقات أيفون، اضطررت في البداية لترجمة الكلمات للغة التركية ومن ثم للعربي أو الإنجليزي (كفاح).
4- ندرة وجود أشخاص حولي لممارسة اللغة معهم أو سؤالهم عن ما أشكل علي.
5- كما ذكرت سابقاً صعوبة بعض المفردات الأوزبكية الطويلة التي ليس لها لفظ شبيه في التركي أو العربي.

يوجد كتب تعليمية للمبتدئين في أمازون، أفكر في طلب أحدها من فترة، ولكن ما زلت أبحث عن الأنسب بينهم.

وبالأخير لذة التعلم والاكتساب، وجني الثمار لاحقاً تجعل كل هذه الصعوبات مجرد محفزات، لإيجاد بدائل وحلول أخرى : )

إذا كان هناك أي أسئلة، أستقبلها في منشني بكل صدر رحب : )

كل الشكر لأساتذتي، لم يبخلوا بأي مساعدة أو دعم أو شرح منذ بداية تعلمي:

 1- عبدالعزيز
2- مسعود جان  
3- محمود طاشكندي @maTashkandi

الخميس، 6 يونيو 2013

تعلم اللغات .. هل يستحق العناء؟







تعلم اللغات سهلته وسائل عصرنا اليوم من مواقع تعليمية، تطبيقات هاتفية، ومواقع تواصل اجتماعي، وربما تؤثر عليها الأسباب الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والعالمية. 

صفتين من ملاحظتي تتوفر إحداهما أو كلاهما في كل مهووس بهذه الهواية هما: حبه وفضوله لاكتشاف الثقافات الأخرى، وحبه للتاريخ. لهذا الهوس والهواية متعة لا تضاهى وفوائد عظيمة تتلمسها في سلوكك لهذا الطريق. يتسائل كثير من الناس عن سبب تعلم لغات مختلفة في حين أن اللغة العالمية السائدة هي (الإنجليزية) ومن خلالها يمكن التواصل مع جميع البشر؟ وأنا سألخص بعض الفوائد - من وجهة نظري - في النقاط التالية: 

1- بناء جسر من التواصل والود والمحبة بين الشعوب المختلفة.
2- أي لغة هي مفتاح لثقافة دولة وشعب وباب كبير للمعرفة (ستوفر لك قدرة على قراءة محتوى الانترنت المتوفر بتلك اللغة، وقراءة كتبهم والتحدث معهم والتعرف على قصص وثقافة وعادات).
3- تبادل المعرفة من خلال تعليم الآخرين لغتك الأم في ذات الوقت يعلمونك لغتهم.
4- فرصة أكبر في شغل وظائف معينة تتطلب شخص متقن لعدة لغات.
5- تجعل الشخص مرن في التفكير، ذو أفق أوسع وتقبل أكثر للآخرين وثقافاتهم.
6- اكتساب صداقات من مختلف الدول والتعرف على أشخاص رائعين.

(سأخصص تدوينه أخرى لفائدة تعليم الأطفال لغة ثانية وأثر ذلك عليهم وعلى عقولهم مستقبلاً، مستدلة بالمصادر والمراجع)

أحد أسعد اللحظات بالنسبة لي، كانت البارحة حين طلب مني أحدهم مساعدته في تعليمه كلمات عربية جديدة مقابل مساعدته لي في تعلم اللغة الأوزبكية. نحن حظينا بشرف أن تكون اللغة العربية هي لغتنا الأم أحد أصعب اللغات في العالم وأكثرها انتشاراً، وكونها لغة القرآن يطمح الكثير من المسلمين حول العالم لتعلمها ويتحمس الغرب لتعلمها لأنها مدخل لثقافة الشرق الأوسط ومدخل لفهم الدين الإسلامي. أشعر بالسعادة وبالمسؤولية في مساعدة الآخرين لتعلم لغتي، وأتفاجأ كثيراً حين أرى الكثير من الشرق آسيويين باستطاعتهم قراءة الكلمات العربية إما بسبب تحدثهم الفارسية أو بسبب قرائتهم للقرآن باللغة العربية منذ الصغر، وإن لم يكونوا يتقنوها جيداً تحدثاً وكتابة.



ومن مبعثات البهجة في هذا المجال، هي ردات الفعل المتفاجئة والمستغربة حين يعلمون أني "عربية" ترغب في تعلم لغتهم، أشعر بسعادتهم من خلف الكلمات. تعلم لغات الآخرين يمد جسور التواصل أكثر بين دول العالم الإسلامي تحديداً وبين العالم أجمع بشكل عام، نقترب من بعضنا أكثر، ونفهم بعضنا أكثر. خلال رحلتي أتيح لي المجال لرؤية نماذج مثل: رجل تركي بدأ يتعلم العربية ويقول: أشعر بأني أتعلم تاريخ كلماتنا التركية وأصولها، وياباني يعشق العرب والشرق الأوسط جداً ويرى فيهم نموذج لخصال حسنة كثيرة وغيرهم الكثير.

 شاهدت أمس على اليوتيوب مقطعين أحدهما يشرح أهمية تعلم الأطفال الأمريكيين للغة ثانية والأثر الإيجابي لهذا على تفكيرهم وعقولهم، وفيديو آخر عبارة عن مبادرة في أمريكا تسلط الضوء على أهمية تعلم اللغة العربية ويقوم قائموها بتعليم لغتنا للشباب في خمس مدن أمريكية كبيرة.يحتوي الفيديو الثاني على إحصاءات أحدها أن 20 دولة من أكبر 25 دولة صناعية في العالم تبدأ بتعليم أطفالها لغات مختلفة منذ الطفولة بينما في أمريكا لا يبدأ تعليمهم للغة أخرى سوى في عمر الـ 14 عاماً. وذكرت إحدى المتحدثات في الفيديو الثاني أن المستقبل الاقتصادي والتجاري سيحتم على الأمريكيين تعلم اللغتين الصينية والعربية. وهنا جزء من مقال يتحدث عن نفس الموضوع:




لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا

مقطعي الفيديو:

http://youtu.be/GpI1fNSk8m0

http://youtu.be/6vf_Y_o1p3I

الحاجة شديدة لتعلمنا لغات الآخرين وثقافاتهم وإيصال لغتنا وثقافتنا لهم، والحديث في هذا المجال يطول وسيمتد لتدوينات أخرى ان شاء الله مستقبلاً، لتغطيته من جوانب مختلفة.

الثلاثاء، 4 يونيو 2013

اللغة التركية



دائماً ما أتلقى أسئلة عن سبب اهتمامي بتعلم اللغة التركية ، ويلمح الكثير لأن السبب في ذلك هو "فهم المسلسلات التركية ومتابعتها" وهو إسقاط يستفزني جداً .. في الحقيقة بدأ اهتمامي باللغة قبل عام تقريباً بتأثير من @arwahelmi وبعد نقاشات عدة حول التاريخ التركي والعثماني، تملكني الفضول لاكتشاف هذه التاريخ أكثر خصوصاً لتقاطعه مع تاريخنا العربي والإسلامي في حقبة طويلة.

أثار التاريخ العثماني فضولي لدرجة أردت فيها تعلم اللغة التركية لقراءة هذا التاريخ من كتبه الأصلية (التركية) دون ترجمة، ودون صبغه بصبغة عربية، أو إفراط أو تفريط في المدح والذم وذكر أو حجب الوقائع ..

مضت ثمانية أشهر الآن منذ بداية دراستي لها ، ابتدأت بأخذ دروس خاصة لدى معلمة أدرس فيها كتاب تعليمي (مرفقة صورته أدناه)، ثم أرفقت هذا بسماع الأغاني التركية ومشاهدة الأفلام لتعتاد أذني على كيفية نطق الحروف، وتعلم جمل عامية جديدة ..

وهو كتاب (تركي-تركي) كما يوجد منه نسخة (إنجليزي - تركي) لمن يفضلها:


لكل من استفسر عن مواقع مفيدة لتعلم اللغة التركية،

مواقع تعلم اللغات كثيرة واليوتيوب مليئ بالفيديوهات التعليمية، ولكن أفضلها في شرح قواعد اللغة من وجهة نظري:

http://www.turkishlanguage.co.uk/inferential.htm

http://www.turkishclass.com/turkish_lesson_75

الجمعة، 24 مايو 2013

لكل شيء بداية




بعد تردد دام لشهور مديدة 

ومحاولات إقناع عديدة : )

أتى القرار أخيراً بافتتاح هذه المدونة، لتدوين ما اكتسبه دورياً من الكتب والاطلاع، وطرح ما أعرفه عن الثقافات الأخرى وتحديداً العهد العثماني والثقافة التركية.

بالإضافة لتدوين تجربتي البسيطة في تعلم اللغات، وأهمية هذه الهواية وفائدتها.

ومن وقت لوقت بكتب عن "سارا" ، تجاربها، قناعاتها، ومواقف مرت بها

تنويه: ليس لدي أي خبرة في "التدوين" أو كتابة "المقالات" لذا ستكون #مدونتي_الجميلة حقل تجاربي الأول : )
 

جميع الحقوق محفوظة لـ مدونة سارا عبد الله