الخميس، 6 يونيو 2013

تعلم اللغات .. هل يستحق العناء؟







تعلم اللغات سهلته وسائل عصرنا اليوم من مواقع تعليمية، تطبيقات هاتفية، ومواقع تواصل اجتماعي، وربما تؤثر عليها الأسباب الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والعالمية. 

صفتين من ملاحظتي تتوفر إحداهما أو كلاهما في كل مهووس بهذه الهواية هما: حبه وفضوله لاكتشاف الثقافات الأخرى، وحبه للتاريخ. لهذا الهوس والهواية متعة لا تضاهى وفوائد عظيمة تتلمسها في سلوكك لهذا الطريق. يتسائل كثير من الناس عن سبب تعلم لغات مختلفة في حين أن اللغة العالمية السائدة هي (الإنجليزية) ومن خلالها يمكن التواصل مع جميع البشر؟ وأنا سألخص بعض الفوائد - من وجهة نظري - في النقاط التالية: 

1- بناء جسر من التواصل والود والمحبة بين الشعوب المختلفة.
2- أي لغة هي مفتاح لثقافة دولة وشعب وباب كبير للمعرفة (ستوفر لك قدرة على قراءة محتوى الانترنت المتوفر بتلك اللغة، وقراءة كتبهم والتحدث معهم والتعرف على قصص وثقافة وعادات).
3- تبادل المعرفة من خلال تعليم الآخرين لغتك الأم في ذات الوقت يعلمونك لغتهم.
4- فرصة أكبر في شغل وظائف معينة تتطلب شخص متقن لعدة لغات.
5- تجعل الشخص مرن في التفكير، ذو أفق أوسع وتقبل أكثر للآخرين وثقافاتهم.
6- اكتساب صداقات من مختلف الدول والتعرف على أشخاص رائعين.

(سأخصص تدوينه أخرى لفائدة تعليم الأطفال لغة ثانية وأثر ذلك عليهم وعلى عقولهم مستقبلاً، مستدلة بالمصادر والمراجع)

أحد أسعد اللحظات بالنسبة لي، كانت البارحة حين طلب مني أحدهم مساعدته في تعليمه كلمات عربية جديدة مقابل مساعدته لي في تعلم اللغة الأوزبكية. نحن حظينا بشرف أن تكون اللغة العربية هي لغتنا الأم أحد أصعب اللغات في العالم وأكثرها انتشاراً، وكونها لغة القرآن يطمح الكثير من المسلمين حول العالم لتعلمها ويتحمس الغرب لتعلمها لأنها مدخل لثقافة الشرق الأوسط ومدخل لفهم الدين الإسلامي. أشعر بالسعادة وبالمسؤولية في مساعدة الآخرين لتعلم لغتي، وأتفاجأ كثيراً حين أرى الكثير من الشرق آسيويين باستطاعتهم قراءة الكلمات العربية إما بسبب تحدثهم الفارسية أو بسبب قرائتهم للقرآن باللغة العربية منذ الصغر، وإن لم يكونوا يتقنوها جيداً تحدثاً وكتابة.



ومن مبعثات البهجة في هذا المجال، هي ردات الفعل المتفاجئة والمستغربة حين يعلمون أني "عربية" ترغب في تعلم لغتهم، أشعر بسعادتهم من خلف الكلمات. تعلم لغات الآخرين يمد جسور التواصل أكثر بين دول العالم الإسلامي تحديداً وبين العالم أجمع بشكل عام، نقترب من بعضنا أكثر، ونفهم بعضنا أكثر. خلال رحلتي أتيح لي المجال لرؤية نماذج مثل: رجل تركي بدأ يتعلم العربية ويقول: أشعر بأني أتعلم تاريخ كلماتنا التركية وأصولها، وياباني يعشق العرب والشرق الأوسط جداً ويرى فيهم نموذج لخصال حسنة كثيرة وغيرهم الكثير.

 شاهدت أمس على اليوتيوب مقطعين أحدهما يشرح أهمية تعلم الأطفال الأمريكيين للغة ثانية والأثر الإيجابي لهذا على تفكيرهم وعقولهم، وفيديو آخر عبارة عن مبادرة في أمريكا تسلط الضوء على أهمية تعلم اللغة العربية ويقوم قائموها بتعليم لغتنا للشباب في خمس مدن أمريكية كبيرة.يحتوي الفيديو الثاني على إحصاءات أحدها أن 20 دولة من أكبر 25 دولة صناعية في العالم تبدأ بتعليم أطفالها لغات مختلفة منذ الطفولة بينما في أمريكا لا يبدأ تعليمهم للغة أخرى سوى في عمر الـ 14 عاماً. وذكرت إحدى المتحدثات في الفيديو الثاني أن المستقبل الاقتصادي والتجاري سيحتم على الأمريكيين تعلم اللغتين الصينية والعربية. وهنا جزء من مقال يتحدث عن نفس الموضوع:




لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا

مقطعي الفيديو:

http://youtu.be/GpI1fNSk8m0

http://youtu.be/6vf_Y_o1p3I

الحاجة شديدة لتعلمنا لغات الآخرين وثقافاتهم وإيصال لغتنا وثقافتنا لهم، والحديث في هذا المجال يطول وسيمتد لتدوينات أخرى ان شاء الله مستقبلاً، لتغطيته من جوانب مختلفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 

جميع الحقوق محفوظة لـ مدونة سارا عبد الله